د. عبداللطيف المهلهل: على الإنسان أن يوصي بالتبرع بأحد أعضائه أو أعضائه كلها للانتفاع بها د. سالم بالحاج: يجب استخدام وتوظيف الاتصال المباشر لخدمة البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء د. احتيوش فرج احتيوش: برنامج زراعة الأعضاء يتوقف على ثقافة ومدى وعي المجتمع
قال تعالى ”ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ” “وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” ” ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ” حيث كانت هذه الآيات هو شعار الندوة الأولى لهبة الحياة التي نظمها البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء بالتعاون مع أكاديمية الدراسات العليا والجمعية الليبية لأمراض وزراعة الكلى.. وتضمنت أعمال الندوة بحث عدة محاور قدم خلالها أساتذة متخصصون ورقات علمية في مجال الطب والاقتصاد والدين والاجتماع والإعلام والبيئة والنفس والقانون وتركز المحور الطبي على بحث سبل الوقاية من الفشل العضوي، ودعم التبرع بالأعضاء من المتوفين والأحياء، وتطوير زراعة الأعضاء وتناول المحور البيئي الملوثات الحيوية المسببة للفشل العضوي، والتلوث الكيميائي وأبعاده المؤثرة على الفشل العضوي، ودور التثقيف الصحي والبيئي في محاولة للتقليل من الفشل العضوي، وتناول المحور الاقتصادي التكلفة الاقتصادية لمرض الفشل العضوي ومقارنتها بالعالم على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، والآثار الاقتصادية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لدعم التبرع بالأعضاء، والبرامج الاقتصادية للدولة لدعم البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء. وتناول المحور الديني الأدلة والقواعد الشرعية على جواز التبرع بالأعضاء، ورأي الشريعة في تجارة الأعضاء البشرية ودور التوعية الدينية في الحد منها، ودور التوعية الدينية في دعم التبرع بالأعضاء من المتوفين والأحياء أما المحور الاجتماعي والنفسي فقد تناول الأبعاد النفسية والاجتماعية المترتبة على الفشل العضوي لكل من الفرد والأسرة والمجتمع، والتعريف بدور العمل التطوعي في مجال التبرع بالأعضاء وسبل تعزيز ثقافة التبرع داخل المجتمع من خلال الجمعيات والمؤسسات الأهلية، والتعرف على المشاكل التي تواجه المتبرع والمتبرع له، ودراسة الخلفية الاجتماعية للمصابين بالفشل الكلوي، وإعداد الأخصائيين والاجتماعيين وتأهيلهم في هذا المجال، والطرق الحديثة لاستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي والنفسي وتطرق الجانب القانوني إلى زراعة ونقل الأعضاء البشرية بين الأحياء والأموات، والتبرع بالأعضاء بين القبول والرفض، والحماية الجنائية للمتبرع، ومناقشة الدراسات والتشريعات المتعلقة بالتبرع بالأعضاء والقوانين واللوائح الخاصة بالتبرع بالأعضاء في المجتمع الليبي أما الجانب الإعلامي فقد تناول دور وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في توعية المجتمع بأهمية زراعة الأعضاء ونشر القيم الايجابية بواسطة الإعلام من أجل العمل التطوعي، وتنظيم ورشات إعلامية للتعريف بالبرنامج الوطني لزراعة الأعضاء واستراتيجيته
صحيفة أويا واكبت الندوة وأجرت عدة لقاءات للوقوف على تفاصيل أوفى حول البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء والهدف من إقامة الندوة حيث التقيت الدكتور ”أحتيوش فرج أحتيوش” منسق البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء الذي أوضح قائلاً: هذا البرنامج حديث في ليبيا ويحتاج إلى توعية وهو برنامج غاية في الإنسانية والإيثار وأضاف قائلاً: مازال هناك اعتقاد بأن الجانب الجراحي هو من الجوانب الصعبة في هذا البرنامج ولكن الجانب الصعب يتمثل في الحصول على متبرع ومتابعة المريض قبل وبعد إجراء عملية الزراعة. وأشار أن هذا البرنامج رأي من خلال وجوده أن يكون عائلة تضم كل العاملين والمتبرعين والترحيب بكل الشركاء وأوضح أن نجاح برنامج زراعة الأعضاء يتوقف على ثقافة ومدى وعي المجتمع بالحالة التي قد يكون عليها المريض، مؤكداً أن برنامج زراعة الأعضاء هو برنامج وطني ويحتاج إلى تكاثف جهود كل المؤسسات العلمية والمؤسسات الأهلية حتى يكلل بالنجاح
من جهته أوضح الدكتور ”صالح إبراهيم” أمين عام أكاديمية الدراسات العليا قائلاً: عند زيارة الأخ قائد الثورة للأكاديمية دعا إلى ضرورة إنشاء مكتب اجتماعي تكون مهمته ربط الأكاديمية بمؤسسات المجتمع المختلفة، وإجراء البحوث التي لها علاقة بحل معضلات المجتمع الاجتماعية ووضعها موضع البحث، ونحن اليوم وقعنا اتفاقية تعاون مع البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء كمبادرة من الأكاديمية للترويج لبرنامج زراعة الأعضاء وللوقوف على الفوائد الناتجة عن التبرع بالأعضاء وأضاف قائلاً: الأكاديمية في إطار دورها المؤسسي لخدمة مؤسسات المجتمع ومساعدة المجتمع الليبي على النهوض والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية قامت بتنظيم هذه الندوة بالتعاون مع البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء مشدداً على ضرورة أن لا تكون الجامعات أبراج عاجية معزولة عنه، بل يجب أن تخدمه وتطرح قضاياه وقالت الدكتورة ”سعاد محمد الفيتوري منسق البرنامج الوطني لزراعة القرنية: يعتبر برنامج هبة الحياة من الإنسانية لأنه من البرامج الوطنية المهمة وأوضحت أن برنامج زراعة القرنية هو وليد البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء مضيفة: والآن يعمل وبشكل جيد ونسعى إلى إنشاء بنك وطني للعيون والعمل على دعوة الناس للتبرع، وأضافت: أننا الآن بصدد القيام بحملات توعوية لحث جميع المواطنين للتبرع بقرنياتهم بعد الوفاة وأشار الدكتور بشير أبوقيلة: أمين المكتب الاجتماعي بالأكاديمية إلى دور المكتب الاجتماعي قائلاً: مهمة المكتب الاجتماعي بالأكاديمية هو التواصل مع البرامج الوطنية والجمعيات الأهلية وبرامج المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع، وعلى هذا الأساس نظّمنا هذه الندوة التي جاءت بعد قيام طالبة من الأكاديمية بإجراء دراسة على الفشل الكلوي والنهائي خاصة بين الشباب، وهذه الدراسة نبهتنا إلى هذه الظاهرة، وبمجرد إنهاء الدراسة ومناقشتها قررنا أن نقوم بهذه الندوة وخاصة أن هذه السنة هي سنة التعريف بالبرنامج، وهنا قمنا بتحديد عدد من المحاور لمناقشتها والتي تشمل المحور الديني والقانوني والبيئي والإعلامي والاقتصادي والاجتماعي وأضاف قائلاً : الجانب الاجتماعي يأتي في إطار التوعية الاجتماعية وتحديد من أين تبدأ من الأسرة أو المدرسة أو الجمعيات المختلفة للتعريف بهذا البرنامج حتى يتقبله الناس. مشيراً إلى أن أغلب الليبيين لا يتبرعون إلا في حالة القرابة ومن الدرجة الأولى وقد ناقشت الندوة كيفية الاستفادة من كل شخص بعد وفاته وأوضح أن الجوانب الاجتماعية لهذا البرنامج تبدأ من داخل الأسرة عن طريق الحوار والنقاش حول هذا الموضوع مضيفاً اقناعنا بأننا قد نتمتع اليوم بصحة جيدة وغدا قد نحتاج إلى عضو لكي تستمر حياتنا، والأمر الثاني هو يجب الحد من النفقات التي يتم صرفها للحصول على بعض الأعضاء، وكذلك ننظر إلى ضرورة التبرع ونشر هذه الثقافة بين شبابنا وأبنائنا وتؤكد إيمان المغيربي واعظة بالهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة قائلة لايخفى على الجميع أن التبرع بالأعضاء ينقسم إلى قسمين وهما قسم طبي أكاديمي وقسم شرعي وتوعوي يتم فيه إقناع الناس أن هذا الأمر حلال لأنه من صميم ديننا والناس عندما تقتنع أنه لاحرمة فيه، يتم الانتقال إلى المرحلة الأخرى وأضافت دورنا كوعاظ وأئمة في كافة المجالات وخاصة في مجال التوعية بالتبرع بالأعضاء لإقناع الناس بأن التبرع بالأعضاء من أعظم الصدقات. وأضافت أن علماءنا الأفاضل أباحوا التبرع بالأعضاء بالجزء المتعدد مثل الكلى وغيرها وحرموا تحريماً قاطعاً بيع الأعضاء . والمرحلة المهمة التي يجب أن نصل إليها هي كيف نقنع الناس بالتبرع من الميت إلى الحي لأن هناك أعضاء لاتوهب إلا من الميت إلى الحي ونبه الدكتور سالم بالحاج أمين قسم الإعلام بالأكاديمية وأحد المشاركين في المحور الإعلامي للندوة: تعتبر مسألة التبرع بالأعضاء برنامجاً مستحدثاً داخل المجتمع الليبي، فهذه القضية لايستطيع أحد أن يلمسها أو يحس بها إلا مجموعة من الأشخاص الذي يعانون منها ولكنها تتحول إلى قضية ملموسة في حالتين هما الأولى عند الاحتياج لها أو عن طريق وسائل الإعلام المختلفة. وأضاف قائلاً هذه الفكرة هي مسؤولية الكل ولكن المشكلة تكمن في من يبدأ بها أو كيف نبدأ، وفي هذا السياق أقترح أن يتم تسجيل خطة استراتيجية على مستوى الدولة بصفة عامة وتحويل الفكرة إلى ثقافة داخل المجتمع عن طريق مخاطبة كل شخص باللغة التي تتماشى معه وأوضح أنه يجب استخدام وتوظيف الاتصال المباشر المتمثل في الخطب والمناسبات الاجتماعية والدروس الدينية والندوات المختلفة والإعلانات البسيطة والانتقال إلى المدارس والتركيز على الجانب الديني لأنه جانب مهم وهذا يتطلب القيام بحملة لغرس هذه الثقافة بين جميع أفراد المجتمع من خلال التركيز على هذا البرنامج في الأعمال الدرامية والاستعانة بقادة الرأي في المجتمع وأضاف كل فكرة في بدايتها عبارة عن معرفة ثم تتحول هذه المعرفة إلى سلوك وهذا ما نسعى إليه، والمرحلة الوسطى بين المعرفة والسلوك تسمى مرحلة الوجدان التي يجب التركيز عليها لأنها تتجه بالسلوك سلباً أو إيجاباً وأكد الدكتور عبد اللطيف المهلهل قائلاً:- يعتبر هذا الموضوع من الموضوعات التي طرحت نفسها في هذا العصر ووجد الفقهاء أنفسهم أمام مختلف مراحل عمليات الزرع فليس المسلمون هم الوحيدون الذين يسألون عن جواز ومنع هذه المسألة، بل كل أتباع الديانات السماوية يقومون بذلك ومن هنا قطع الفقهاء شوطاً كبيراً في هذا المجال حيث اجتمعوا مع الأطباء والاقتصاديين وناقشوا هذه المسألة من خلال أبحاثهم، وفي واقع الأمر عندما نتحدث عن الجانب الديني في هذا المجال، نجد أن الناس لايتقبلون هذه المسألة، ولكن مع هذا لا أستطيع أن أقول أن ليبيا هي أول دولة أفتت بل هناك من سبقنا كالسعودية في جانبيها من الأحياء إلى الأحياء ومن الأموات إلى الأحياء، بينما الأزهر يتحفظ كثيراً حتى في صدور لائحة بسيطة، فالذين تحفظوا يخشون المتاجرة بأعضاء الإنسان ويخلقون الذرائع والذين أجازوا يراعون المصلحة وقد اجتهدوا من خلال نصوص فقهية ولم يكن هذا الاجتهاد إلا بشكل جماعي وأضاف أن اللجنة الاستشارية العلمية في اجتماعها نظرت إلى البرنامج ووضعت له شروطاً فيما يتعلق بالتبرع من الأحياء إلى الأحياء وأقرت أن يكون المتبرع صحيحاً بالغاً راشداً ومسألة الرشد والبلوغ فيها اختلاف بين جمهور الفقهاء، وأن يكون العضو متكررا وتحفظنا على العضو الواحد مع أن هناك الآن حديث عن التبرع بالكبد، وحددت اللجنة أن يكون التبرع للّه وأن لايكون بمقابل، وقالوا لابد أن يغلب ظن الأطباء على نجاح العملية أما فيما يتعلق بالتبرع من الأموات إلى الأحياء فاختلاف الفقهاء ناتج عن اختلاف الأطباء أنفسهم، فالأطباء ينظرون إلى الروح ربما تتمثل في القلب والأجهزة التابعة أو تتمثل في جذع الدماغ، ونحن عندنا الروح هي الحياة كلها التي تسري في جسم الإنسان، فالموت هو فصل الروح عن الجسد، فالطبيب يحدد الموت بتوقف القلب والأجهزة التابعة له، ووقف أيضاً جذع الدماغ .. وأوضح أن الإنسان المتوفى لابد أن يوصى بأحد أعضائه أو أعضائه كلها للانتفاع بها. للمزيد تابعوا الرابط http://www.oealibya.com/front-page/local-news/11448-2009-12-09-23-49-52