البرنامج الوطني لزراعة الاعضاء و اخلاقيات المهنة
استضاف بيت درنة الثقافى الدكتور احتيوش فرج احتيوش منسق المركز الوطنى لزراعة الاعضاء بدعوة من كلية الطب جامعة عمر المختار فرع درنة وقد رافق الطبيب احتيوش فريق عمل منهم الدكتور على أبالطويرات الذى قال عنه احتيوش انه العمود الفقرى لبرنامج زراعة الاعضاء فى ليبيا
قدم للمحاضرة الدكتور الجراح حمد رافع اختصاصى الغدد الصماء وعضو هيئة التدريس بجامعة عمر المختار حيث قال ان الفشل العقمي من المشكلات الصحية المعقدة التي تصيب الانسان ، و قد اتسعت افاق البحث العملي في هذا المجال بهدف حل هذه المعضل
ة عن طريف زراعة و نقل الاعضاء بشتى انواعها والذى يعد عملا طبيا ناجحا بكل المقايسس
نتشرف نيابة عن ادارة فرع جامعة عمر المختار درنه وباسمي و باسم زملائي فى كلية الطب البشري موظفين و اعضاء هيئة تدريس ان نقدم لحضاراتكم احد الاساتذة الليبيين النابغين فى هذا المجال و هوالاستاذ الدكتور احتيوش
فرج احتيوش المنسق العام للبرنامج الوطني لزراعة الاعضاء ، داعيا إياها لأن يعرض موضوعه و الذي سيتناول اخلاقيات زراعة الاعضاء و البرنامج الوطني لزراعة الاعضاء و الاستراتيجية الوطنية لدعم التبرع بالاعضاء و رزاعتها و التقرير العلمى عن زراعة الاعضاء في ليبيا
الدكتور احتيوش
عبر احتيوش في بداية كلمته أنه ليس غريبا عن مدينة الجهاد ومدينة التاريخ مدينة درنه ان تكون مرحبة بزوارها و ابناء هذا الوطن من اجل تبادل المعرفة ، فالشكر كل الشكر للقائمين على هذا البيت الذي لا يوجد له مثيل في كل ربوع ليبيا – كما جاء على لسان احتيوش - و نتمنى ان تكون لكل المدن الليبة مثل هذا البيت فثقافة المجتمع هي اساس اخلاقياته.
كما وجه شكره لجامعة المختار بالجبل الاخضر و لفرعها في درنه و كل القائمين عليها و خص بشكره الدكتور حمد رافع الذي يحاول جاهدا لان تكون هذه الكلية منارة لكل العلوم الاخري على حسب تعبيره
و نبه على ان المحاضرة ستكون من جزئين مشيدا بالدكتور على بوالطويرات واصفا اياه بأنه أحد اعمدة الاساس للبرنامج الوطني لزراعة الاعضاء و لولا وجوده لما كان لهذا البرنامج ان يمتد و ان يكون بهذه الفعالية، موضحا بأنه أحد الاساتذة الذي يعتمد عليهم البرنامج اعتمادا كليا و سيتطرق الأستاذ بالطويرات أيضا للحديث عن مشاكل الفشل العضوي فهو موضوع أساسي قبل أن يطرح اى شئ وقبل ان نطرح النقاش لابد ان نعرف ونسأل هل هناك مشاكل تريد حل ام لا ؟ يليها موضوع اخلاقيات و مبررات زراعة الاعضاء
و عبر د. احتيوش على ان الوطن في الفترة الماضية تألم على فقدان احد أبنائه المخلصين و هو الاستاذ مفتاح الأسطي عمر الذي كابد من اجل الوطن و من أجل درنه خاصة فجعلها محط انظار الجميع و دعي الحاضرين لأن يقفو دقيقة و قراءة الفاتحة على روحه داعيا الله أن يتقبله و يتغمده برحتمه
جدد الشكرة مرة اخري لكل من حضر لأن يستفيد و يفيد ميشاركا في اثراء هذه المحاضرة حيث توجد العديد من الاشكاليات و التساؤلات التي يرغب الكثير منكم في الاستفسار عنها ، متنميا ان يكون هذا النقاش احد ثمار هذا اللقاء ، ودعى الدكتور على ابوالطويرات لألقاء كلمتة ليحدثنا عن مرض الفشل العضوي و أثاره.
الدكتور على أبوالطويرات
محيا الحاضرين بتحية الاسلام ، منبها على ان مرض الفشل العضوي لا يمكن اختزاله في محاضرة او اثنتان لكننا سنركز على الفشل العضوي الخاص بفشل الكلية و الكبد ، في البداية لابد ان نعرف حجم المشكلة و بالنسبة لليبيا فإن كل ألفا شخص يوجد بينهم شخص يعاني من فشل كلوي و يحتاج الى غسيل كلية إما دموي و إما بروتوني ، و الاحصائيات تشير بأن أكثر من الفان و خمسمائة مريض يتلقى علاج بالغسيل الدموي في ليبيا و تقريبا فإن الغسيل البرتوني بدايته قليلة و نسبة الاصابة مرشحة لأن تكون في تزايد ، و سألخص المرض و وظائف الكلية ، و كيف يمكن لنا المحافظة على الكلية قبل ان تصل الى مرحلة الغسيل الكلوي فهذا من اهدافنا و ما نسعي اليه و ان نحاول خفض نسب الاصابة و تبعيد مسافة الاصابة بالفشل التام
من وظائف الكلية التخلص من السؤال الزائدة مثل الاملاح و السموم عن طريق البول ومن وظائفها ايضا معادلة الحموضة في الدم و المحافظه على مستوي ضغطه و لها هرمونات تنشط النخاع و تفرز كريات الدم الحمراء ولها العديد من الوظائف الاخري لبناء وظائق الجسم المخلتفة
في ليبيا أسباب الاصابة بالفشل الكلوي ترجع لمرضي السكري و الذي يمثل 45% - 65% من الحالات و ارتفاع ضغط الدم يليهما التهاب الكلية و الاصابة بالاكياس المتعددة و الحصي التى تسد مجري البول قد تؤدي الى تضخم الكلية كذلك بعض الادوية السامة يمكن ان تتسب في احداث الفشل الكلوى ، و من اعرض الفشل الكلوي فقدان الوزن و الشعور بالغثيان و القئ و التعب و المرض العام و الصداع و احيانا يحدث تهيج في الحجاب الحاجز و نقص التبول احيانا او التبول الليلي ، الشعور بعدم التركيز و الارتباك الذهنى و نوبات الصرع احيانا انقباض فى العضلات اللا ارداية و تغير في ساعات النوم.
الدكتور احتيوش يبدأ المحاضرة
نوه بوالطويرات بأن الوقاية أهم من العلاج ،و الحالة الصحية الاولية الممتازة تحافظ على الاساسيات ، و الحاجة للتطعميات و التي قطعنا فيها مشوار كبير لكن للأسف لا يوجد تعطيم للالتهاب الكبد الجيمي ، و الخطة تقضي بالتطعيم ضد التهاب الكبد البائي و خلال العشرين السنة القادمة سنقضي عليه بالكامل و سيكون لدينا الجيمي فقط ، و الدولة تسعي بجد لتوفير العلاج و هو متوفر و نسبة النجاح 50 – 80 % و الشفاء التم لكل الحالات اذا ما تم علاجها بوقت مبكر
فيما يخص زراعة الاعضاء أود القول بأننا قمنا بوضع كل اللمسات الخاصة بالتشريعات و القوانين و اللوائح التي تخص التبرع من الاموات و رفع المعاناة عن كل المصابين
بداخل ليبيا لن يكون لدينا اى نقص فلدينا وفرة فى التبرعات و القانون لا يمنع نقل الاعضاء اذا ما تمت بموافقة الاهل وما علينا الا ان نقوم بالتوعية و الارشاد حتى نسابق و نصل لمستوي الدول التي حققت مدلات اعلى في عمليات التبرع بالاعضاء
أوضح الدكتور احتيوش بأن زراعة أعضاء الجسم تعالج أمراض عضال و شديدة ، لابد ان نعلم بأن هناك أكثر من ألفا مواطن في ليبيا مصابون بفشل كلوي و جميعهم يحتاج إلي كلية و كل سنة يدخل عدد اربع وتسعون مصابا و السنة القادمة سيضاف عدد 94 أخرون مصابون بفشل كلوي و يخضعون للغسيل و ان 13% ممن ينتظرون الكلية يموتون ، و لابد أن نعلم أيضا ان نسبة التبرع من الأحياء وصلت احدي عشرحالة تبرع لكل مليون و هي نسبة عالية جدا في العالم ، و وصلنا للمرتبة الخامسة عشر بين الدول ، و لكن ما نود أن ننوه له أن هؤلاء الاحدي عشر لايكفون
و الاحصائيات المجمعة الآن تشير بأن عدد 452 ليبي مصابون بفشل كلوي لكل مليون ، و نؤكد أنه فشل كلوي فقط و ناهيك عن فشل القلب و الكبد و الامعاء و البنكرياس و بتجميع هذه الأشياء يمكن القول بان في كل بيت احد افرادهربما يعاني من فشل باحد اعضائه
و أشار احتيوش أيضا بأن حل هذه المشكلات هو زراعة الأعضاء و كما أسلف سابقا بأنها تعالج أمراضا خطيرة و شديدة ، و هي عملية قابلة للاستمرار و مئات الزراعات سنويا في ازداديا و هي عمليات ناجحة و نسبة نجاحها فى ليبيا وصلت 96 % و هو عمل غير عبثي فهو عمل حقيقي
توجد العديد من المشاكل النفسية التي يخلفها الفشل العضوي و التي لم نتظرق للحديث عنها بعد ، و مثالا على ذلك رب الاسرة اذا لم يوفق في جلب الرزق و اشباع حاجات افراد اسرته ، سيكونون جميهعم في خطر البنات و الاولاد ربما سيضيعون ، و الاب سيكون قابع في غرفه و الابناء يتخاصمون وكل شخص يلقي مهمة نقله للمستشفي على الآخر حينها يصاب الوالد بحالة من الاكتئاب و تبقي المشكلة أكبر اذا ما اصيبت الأم فهي نبض الأسرة ، و قد تضيع الأسرة من زواج الأب
و أكد بأن هذا العمل عمل جاد عمل حقيقي و ناجح يعالج مشاكل أكبر ، فهل من الممكن أو من المعقول أن يعارض عمل ناجح ومفيد مثل هذا ؟؟ !! هل سيكون الدين و العرف ضده ؟ لا فالله سبحانه وتعالى مع الحياة و الدين الاسلامس دين حياة ، و لا يمكن للدين أن يتعارض مع أي شئ قد يطيل حياة الانسان بإذن الله ، فهذا العمل فيه من الخير و كل الخير والأجر
مشروع كبير والواقع له حسابات اخري
vكما نوه الدكتور احتيوش الى أن هذا العمل يحتاج إلي أعضاء ، و نتمنى ان تكون لدينا أليه لتصحيح الأعضاء ، ففي المستقبل قد تكون نتائج الهندسة الوراثية و ثمارها مسألة تصحيح الأعضاء ، وهذا الموضوع مشروع كبير للمستقبل ، إذا لابد لنا من ان نلجأ للحلول التي تتماشي مع الواقع و الموجودة لدينا الواقع يحتم علينا وجود اعضاء بشرية من احياء او اموات ، و عند التصرف في جسد الأنسان حيا او ميتا من المؤكدأن تتم مناقشة الموضوع من حيث الشرع و الديانات و الاعراف ، لا اعتقد ان هناك دين من الاديان السماوية يعارض ذلك ، و اكثر دين يحث على عليه هو الدين الاسلامي لانه لا يحرم فقط بل يحلل و يدعو الى وهب الحياة ٍ كما اخبرنا الله تعالى ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا
رابطة المجمع الاسلامي و مجامع الفقة الاسلامي اجتمعت العديد من المرات لمناقشة هذا الموضوع مع العديد من الأطباء و العلماء لمناقشة هذا الموضوع و تم التوصل لقرار صريح و واضح منذ عام 1986 ان ثمرة الحصول على الاعضاء هي التواد و الترحام و اشترطوا فيها ان تكون هبة خالصة لله تعالى لا بيع فيها و اشترطو العديد من الأمور منها ان يكون واهب العضو عاقلا مكلفا و قادرا نفسيا عن تعبير عن ارادته اما القاصر فلا يجوز له ان يهب فلابد ان يكون ذو اهلية قانونية
هناك بعض المسلمين من يرو ان الجسد ملك لله وحده التصرف في الجسد هو من عند الله و قد كنت مجتمعا مع الشيخ احمد القطعانى و بعش مشايخ التصوف و الذين لهم هذا الرأي ، و ردا عليهم فاننى اقول لهم اننا ما خلقنا الا ان نتصرف الا بملك الله فكيف نعيش دون التصرف فى ملك الله فاساس الخلق هو التصرف فيما خلقه الله تعالى
كما عبر د. احتيوش عن ضرورة التطرق للحديث عن ماهية الموت و الذي وصفه بأنه الحالى التي فيها يتوقف وصول الدم الى الدماغ ، لا يجب انتظار موت كل خلايا الجسم حتى نجزم الموت ، فالميت مثلا عند تقليم أظافره و قص شعره عند الجوع اليه بعد فترة نجد أن الأظافر قد ازداد طولها كذلك الشعر ، فالموت هو سلسلة من التفاعلات ، توقف القلب ليس موتا قد يحدث الان ، و باى تجمع من الشخاص ان يسقط احدهم مغشيا عليه و قد توقف قلبه فهذا ليس ارشادا بانه قد مات ، فهو يحتاج للإنعاش ويمكن ان يعود لوضعه الطبيعي
عمليات القلب المفتوح اول خطواتها تعطيل عمل القلب فهل هذا ليس بدليل على الموت و من الممكن ان تستمر هذه العملية لثمان ساعات ، و بالتالى توقف القلب ليس دليلا على الموت ، بينما توقف وصول الدم الى الدماغ رغم عمل القلب انما هذا الانسان يعد ميتا ، مثال على ذلك عندما يأمر السياف بقطع الرأس يتدفق الدم لعدة دقائق و القلب لازال يعمل ، فهو ميت و لا معنى لحركة القلب او حركة الجسد و يمكن القول بان الموت هي توقف وصول الدم الى الدماغ و هو موت لا رجعة فيه
واوضح أيضا ان من مهام الطبيب هي المحافظة على حياة الأنسان و محاولة منع حدوث الموت ، و هو يدرك بان قدر الله نافذ لا شك فيه ، عند موت الانسان بين يدي الطبيب فهذه لحظة اخري قد يبدأ منها في بث الحياة في جسد اخر و يفكر في شخص قد يكون يعاني من الفشل الكبدي او الكلوي و يخضع للغسيل ، الطبيب هو من يجعل من الموت بداية للحياة و يجعل الموتي يهبون الحياة للمرضي لمن هم شبه احياء ، فكل شخص يعاني من فشل عضوي هو ليس انسان حي تماما انما شبه حي فهو ليس حي حياة صحية سليمة متكاملة و عندما نجد ميتا يهب الحياة للأنسان اى عمل اكرم من هذا سيقوم به الطبيب
حفظ الأبدان قبل حفظ الاديان
وأشار الدكتور بان هناك من يري ان حفظ الابدان قبل حفظ الاديان ، لانه لا يمكنك ان تكون متدينا بدون جسم فنحن نقول ان العقل السليم في الجسم السليم ، كيف تستطيع ان تكون مسلما و انت بعقل غير سليم ، كيف يمكن ان تصوم و تصلي و انت مريض حتى عبادتك الاساسية في الدين كيف يمكن القيام بها الا بجسد سليم و معافي ، فالمحافظة على الصحة هي من مقاصد الشريعة ، فحفظ الابدان هنالك من العلماء من يسبقونه قبل حفظ الاديان
هل حرم الله تعالى وهب الاعضاء ؟
وتساءل الدكتور عن تحريم زراعة الاعضاء في دين الاسلام ، و هل هناك اى نص قرآني ورد فيه ذلك التحريم ، يقول الدكتور .. التحريم حصر في عدة مواضع من سور القرآن ،و الله سبحانه حرم العديد من الاشياء لتبيان من يتبع هواه و من لا يتبع هواه و يطيع الله سبحانه
الحملة الوطنية لهبة الحياة طريق مزدوج
وتطرق الدكتور احتيوش لموضوع الحملة الوطنية لهبة الحياة ، متمنيا بأن يكون كل انسان في هذا الوطن جزءا من هذه الحملة و كل منا له دور في هذه الحملة ، لآنها ليس حملة جهة او مؤسسة او مركز هي حملة وطن لانقاذ ابناء هذا الوطن ، فكل شخص تراوده فكرة التبرع و يجد في نفسه شئ من التردد و الخوف عليه ان يفكر بأنه قد يحتاج لكلية او كبد او أي عضو أخر ، فهذه الطريق مزدوجة انك ربما تهب او تأخذ فلابد من ان تقرن كلاهما معا ، ليس هناك من امكانية انك تاخذ فقط
ثلاثة و عشرون فتوي تدعو للتبرع
واشار باتخاذهم لعدة أشياء رئيسية وبنية تحتية من اجل هذا العمل ، منبها على عدم وجود اى فتوى جماعية بهذا الخصوص حتى ممن حرم هذا تكلم على صعيد الافراد ، بينما يوجد 23 فتوي جماعية تحلل و تؤكد و تدعو للتبرع ، و لا توجد فتوي واحدة جماعية
بالنسبة لليبيا القانون موجود و اللوائح موجودة ، و اللجنة الاعلامية التابعة لهيئة الاوقاف و شؤون الزكاة صدر قرار واضح بوجوب تعريف الموت و بحكم هبة الاعضاء و الشروط الخاصة بالعطاء و هي واضحة
المتبرعون أنواع
وأشار إلي أن المتبرعون انواع عدة و منهم الذي أصيب أصابة بالغة مغشي عليه و يتنفس ، فهذا يعد متبرع متوقع ، و في هذه الحالة فإن اللائحة تشير الى ضرورة زيارته من قبل ثلاث مختصين ، اختصاى اعصاب و اختصاي تخذير و اختصاي باطني حتى يؤكدون لنا موته من عدمه و تكون زيارتهم مرتين بشكل متباعد ما بين ساعتين الى ست ساعات ، و لابد من تحقق الشروط قبل الكشف ، عندما تتحقق وفاته يعد متبرع محتمل، و تتم زيارته من قبل لجنة من البرنامج الوطني لزراعة الاعضاء ، و تتأكد من صلاحية الاعضاء للزراعة ام لا و عند التأكد من صلاحيات نقلها ، يتم النقاش مع أسرته ، و بعد موافقة الاسرة يعد متبرعا حقيقياً ، لنقل العضو بعد موافقة الأسرة في حالة وجود مريض أخر يحتاج الى هذا العضو ، فعملنا ليس عبثيا ، نشترط توفر المريض و الطاقم الطبي ، و يمنع أخذ العضو في حالة عدم وجود انسان يحتاج الى العضو
جريمة قتل في أوروبا
ما يسمي بالقتل الرحيم هو جريمة قتل متعمد تحدث في أوروبا ، و الرحمة أختص بها الله سبحانه و تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) الله وحده هو الرحيم ، لا يتطاول طبيب كان يقول انا اريد أن ارحم هذا المريض بقتله ، فهذه جريمة قتل ولابد من ان يقاضيه القانون
دعوة للأكتفاء الذاتي
كما تمني الدكتور احتيوش ان يشارك الجميع في هذه الحملة ، حتى نصل الى الاكتفاء الذاتي ، و ان يقوموا باجراءات استبقاقية ، قبل الخوض في العديد من المشاكل الأخري ، من سرقة الأطفال و النساء و قتلهم ، الى سرقة الأعضاء و هذه جرائم كبري ، و سنكون في غني عنها اذا شارك الجميع في الاكتفاء الخاص بهذه الحمل
و في ختام المحاضرة وجه الكتور احتيوش شكره لجامعة عمر المختار و لبيت دنه الثقافي واصفا إياه بالمكان المحترم ، و لكل القائمين عليه
فتح باب الحوار و التساؤول
عبد الفتاح بورواق يشيد بالكفاءة الوطنية
عبر بورواق عن شكره و امتنانه للعاملين في هذه الحملة محيهم باسم اسرة بيت درنه الثقافي ، و أشار إلي أن بيت درنه قد أقام ندوة مهمة جدا يعانيها المواطن و هي تختص بتدني الخدمات الطبية في ليبيا بصفة عامة ، و قال بورواق فى مستهل حديثه .. منعا للخلط فإننا نشيد بالقدرات الوطنية و الكفاءات الليبية ، و هم اليوم حاضرون بيننا سواء السادة الزوار ام الاخوة الحاضرين اعضاء هيئة التدريس بجامعة عمر المختار درنة
و نوه أيضا إلي ان الله سبحانه و تعالى مكن الانسان من مقدرة نقل عضو الى انسان آخر ، هذا الانسان قادر على سن التشريعات و القوانين التي تجيز و تشرع نقل هذه الاعضاء طبقا للشريعة الاسلامية ، فديننا الاسلامى هو من يحث الانسان على الحياة و يدعونا الى التدبر و التفكر والابداع ، في فترة السيتنات ربما استهجن العلماء جهاز التلفاز و وصفه البعض منهم بالشيطان الرجيم ، و الان هذا الجهاز غزي البيوت و أصبح مدعاة للعلم و للتدير و للتعليم و التعلم
و تسائل هل حال تأحر سن التشريعات دون تطوير علم زراعة الأعضاء فى بلادنا ؟
أجاب الدكتور بالنسبة للقانون فأنه يوجد بعض الادبيات الموجودة في الخارج بها العديد من اللوائح ، و اخلاقيات المهنة هي ايضا مكتوبة ، و بها راى مجمع الفقه الاسلامي بالاردن و جدة ، و اللجنة الطبية الاستشارية التابعة للاوقاف و شؤون الزكاة ، و بالتالى فمن الناحية القانونية و التشريعية و الدينية اكتمل الرسم ، و بها استراتيجية وطنية لدعم التبرع بالاعضاء
الشيخ الشعرواي له رؤية مخالفة
أشار بأن الشيخ بالقاسم بن عروس بأن فضيلة الشعراوي رحمه الله كانت له رؤية مخالفة ، و هي عدم جواز زرع الاعضاء ، بناء على ان الانسان لايجوز له ان يتصرف في نفسه ، لذا لا يجوز له ان يتصرف في بدنه ، اي في حياته في الإزهاق و القتل كذلك التصرف في جزء من بدنه ، لأنه وديعه عنده من الله تعالى ، مع العلم ان العديد من المشائخ الكبار قد أجاوز ذلك.
العاطفة قد تغلب أحيانا
و نبه الشيخ بن عروس أيضا الى ان العاطفة قد تكون سببا في ان يتبرع الانسان باحد اعضاءه لشخص عزيز عليه ، مع العلم انها قد تنتج لضرره ما ، فهذه الحالة لا يجوز فيها التبرع ، لانه سيعود عليه بالضرر ، كذلك التبرع بعضو وحيد في الجسم ، فالقاعدة الفقية تقول " الضرر لا يزال بالضرر"
عرج الدكتور عن بعض مقاصد الشريعة ، بأن الضرر الأكبر يمكن أن يزال بضرر أقل منه " لا ضرر و لا ضرار " ، هذه من مقاصد الشريعة الثابتة، وبالتالى حتى الأبن قد يشعر بالألم عن أخذ كليته بعد انهاء العملية ، اين هذا الالم من تلك الفائدة لأمه او ابيه، فهذا الألم البسيط له فائدة كبيرة و قد زال بها الضرر الأكبر ، مع الأخذ بأن درء المخاطر قبل جلب المنافع,هذا أيضا من مقاصد الشريعة
و عرج أيضا على الجواز المقيد قائلا ان التبرع من الاحياء مقيد بشروط واضحة ، بالسن و العقل و عدم الاجبار
منظمة الصحة العالمية تشيد في تقاريرها
و عقب أيضا د.على ابو الطويرات بأنهم في البرنامج الوطني لرزاعة الاعضاء حريصون كل الحرص على الالتزام بكل القوانين و التشريعات و اللوائح
و نبه د.احتيوش انهم حريصون أيضا على عدم خلق أي مشاكل ثانوية قد تعقب زراعة العضو ، مثلا ام تعارض تبرع زوجها لزوجته ، أو منع مشاكل نفسية ، و مثال أيضا ان أحد أفراد العائلة يتعرض لضغط من أخوانه بأن يكون ملزوما بالتبرع و بعد التبرع قد تكون له مشاكل نفسية ، و قد ننوب عنه في التعبير عن عدم رغبته في التبرع ، فالالتزام بما سبق هو ما جعل منظمة الصحة العالمية تشيد في تقريرها عن برنامج الحملة
نتائج غاية في الخطورة
وجه د.عمر الشربجي عضو هيئة التدريس بجامعة عمر المختار درنة عناية الحاضرين الى ان اكثر الامراض التي تؤدي الى الفشل الكلوي في ليبيا خصوصا هو مرض السكري و مرض ارتفاع ضغط الدم بناء على المسح الصحي للبالغين الذي قامت باجرائه منظمة الصحة العالمية و هي نتائج غاية في الخطورة
وفى الختام وجه الدكتور حمد رافع مقدم الندوة الشكر والثناء للدكتور احتويش والدكتور بالطويرات وللمرافقين على تحملهم مشقة السفر وعلى حماسهم المفرط اهذا البرنامج الوطنى والانسانى أملا أن تتكرر مثل هذه الزيارة فى مرات قادمة ومتمنيا الا تكون بعيدة
محطـة إيراسا
عقب انتهاء المحاضرة ومغادرة الوفد الزائر لبيت درنة الثقافى حضر المواطن فرج امراجع من منطقة أم الرزم متسائلا عن الدكتور احتيوش والدكتور بالطويرات عازما على تقديم كل ما بجهده للاخوين احتيوش وبالطويرات وعندما علم بمغادرتهما تمعر وجهه وتأسف واخبرنا بأشياء عنهما ربما يكون الاحتفاظ بهما انفع واكثر فائدة .. لكن لا يمنع هذا من الاشارة الى أن المواطن فرج قد اخبرنا أن ابنته ــ وهى طالبة جامعية ــ قد اصيبت بفشل كلوى تام وعزم على علاجها بالخارج وحالت دون ذلك ظروفه المادية الامر الذى تتطلب عرض بيته للبيع حتى يغطى تكاليف العلاج .. غير ان الدكتور احتيوش عارض ذلك وطمأنه لأمكانية زراعة كلية بليبيا وكان الوالد متبرعا .. وكللت العملية بالنجاح التام للمتبرع ولأبنته وهما الان بحالة طبيعية جدا بفضل الله وتوفيقه .. ذكر المواطن أن الدكتور احتيوش والعاملين برفقته كانوا فى غاية الروعة ودماثة الخلق وعلو الانسانية، وختم حديثه بأن الدكتور احتيوش قد اشتاط غضبا عندما عرف ان المواطن المتبرع قد اشترى ادوية من من الصيدلية الخارجية وهو متوفر بالمركز الطبى الذى اجريت به عملية زراعة الكلية ، وأمر بصرف قيمة الوصفة الطبية للمواطن والتى لم تكن بسيطة
فماذا لو توافقت الخبرة والمقدرة المهنية مع رقى الجانب الانسانى والاحساس بمشاعر الاخرين ولا يسعنا الا ان نتقدملكم بالشكر الجزيل وان تكون جهودكم بميزان حسناتكم
للاطلاع على الخبر من مصادره تابع الرابط التالي
http://www.irassa.com/modules/publisher/item.php?itemid=75