مقالة من مدونة كاتبة وناشطة ليبية باسم - مدونة ليبية,,, وفقط - إستضافة فيها البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء وقامة بطرح أسئلة شيقة.
بعض المواضيع عندما احاول ان اعرضها هنا فى ركنى هذا تستعصى على قليلا. ليس لشئ ولكن لمحاولتى الجاهدة أن تظهر فى أفضل صورة وأجمل أسلوب… ومن هذه المواضيع موضوع حملة هبة الحياة برعاية البرنامج الوطنى لزراعة الاعضاء وجمعية العمل التطوعي الشبابي و جمعية طلبة الطب والأطباء الشباب
راودتنى هذه التدوينة منذ نهاية السنة الماضية والفكرة تكبر وتكبر حتى جاء موعد مولدها
بسم الله أبدأ
التفكير فى انشاء برنامج لزراعة الاعضاء فى ليبيا بداء فى 9/2003
العمل الفعلى بقسم الجراحة بالمستشفى المركزى بطرابلس باشراف المنسق العام أ.د. أحتيوش فرج أحتيوش
وتم بعون الله تعالى زراعة اول كلية يوم 17/8/2004 وبتاريخ 4/12/2005 قد تم اجراء أول عملية زراعة كبد
تعرفون جميعا ان فكرة التبرع بالاعضاء البشرية تحتاج الى وعى اجتماعى واسع لكل شرائح المجتمع فى ليبيا
وبما انه تخصص طبى حديث نسبيا ..ولعدم إدراكنا لمعطياته بسبب اختلاف جمهورى كبير بين شرائح المجتمع من الجانب الدينى والاجتماعى لوهب اعضاء المتوفى دماغيا الى انسان حى يرزق سبب عدم تقبل الفكرة فى اوساطنا وبين افراد مجتمعنا وقد لمست هذا الموضوع شخصيا عندما كنت فى احد المناسبات الاجتماعية وقد تجمعت فئة كبيرة من مختلف شرائح المجتمع وشاءت قدرة الله ان نتناول موضوع التبرع بالاعضاء فى حديثنا
الأراء كانت متباعدة ومتشعبة و ممزوجة ببعض الحكايات التى لا تتقبلها الاذن قبل العقل
ومن هذه الروايات انهم يختطفون الناس عنوة وتاخد منهم اعضاءهم فى مكان يشبه المزرعة وهناك يتجمع لفيف من الدكاترة لاخد الاعضاء المطلوب ومن تم يرجع الشخص الى المكان الذى اختطف منه
صعقت عندما سمعت هذا الحوار وخصوصا انه يعرض بين طبقة متعلمة من فئة المجتمع
الم يدركوا ان مثل هذه العمليات تحتاج الى تحاليل وتجهيزات طبية وتعقيم والى ما هنالك!!؟؟
عندها فقط ايقنت ان لابد من حملة توعية بيننا ولربما هذا ما دفعنى الى ان اشترك بتدوينة بسيطة فى هذا الموضوع لعلى قد افيد بيها من لا يعلم حاولت ان التقى ببعض الأطباء من البرنامج الوطني لزراعة الاعضاء او احد اعضاء الجمعية ومع اصرارى
ورغم انشغالهم الشديد استطاعت ان اقابل احدهم
وحاولت ان اسأله بعض الاسئلة الحوار كان كالاتى
ماذا يعنى تبرع بالاعضاء لهبة الحياة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قبل ان نفهم معنى هبة الحياة لنعرف اولا مامعنى الحياة
مريض الفشل العضوي سواء كان فشل كلى او كبد او قلب او غيرهم حقيقة لايحيا حياة طبيعية كغيره من ابناء المجتمع الاصحاء بل هو جسد فوق الارض قد ذبل واصفر لونه لا يحيا الا بمساعدة الاجهزة وبعض العقاقير ينتظر ان يهجم عليه الموت في اي لحظة .. أهذه هي الحياة؟
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)… يفهم من هذا الحديث أن عافية الجسد وصحته من أهم مقومات الحياة لهذا فمن واجبنا كمجتمع مترابط كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى, التفكير في تغيير تلك الحياة التي يعيشها المصابين بالفشل العضوي
علاقة الانسان تنتهي مع هذه الدنيا بعد الوفاة الا من ثلاث ( ابن صالح يدعو له..علم ينتفع به الناس .. صدقة جارية ) فما بالك حين تكون هذه الصدقة عضوا من جسد متوفي يهب به حياة كريمة بعيدة عن أجهزة الغسيل الكلوي و غرف العناية و أسرة المستشفيات لذا كان شعارنا في هذه الحملة (هبة الحياة لدعم التبرع بالأعضاء
كم عدد العمليات التى قمتم بها فى هذا المجال فى ليبيا وبايدى ليبية ؟
الحمد لله قمنا بزرع عدد 223 كلية وعدد 20 كبد ..كلها من متبرعين أحياء
ما هى نسبة النجاح لكل عضو قد تمت زراعته فى جسد اخر ؟
نسبة النجاح بفضل الله فاقت ال96% في زراعة الكلى ونسبة جيدة في الكبد
هل كل الفتاوى الاسلامية اجازت هذه الهبة ؟
لا نقول بإجماع كل العلماء ولكن نقول أن معظم أهل العلم قد أجاز التبرع من الاحياء وكذلك التبرع من المتوفين حيث أجازت نخبة من أهل العلم من مجمع الفقه الاسلامي وغيرهم، وكذلك أجازه بعض علماء بلادنا مثل الشيخ عبد اللطيف المهلهل
ماهى الاعضاء المحرمة نقلها ؟
يحرم نقل الاعضاء التناسلية التي تؤدي الى اختلاط الانساب
اى الاعضاء التى يمكن التبرع به ولا تسبب اية اعاقة للمتبرع فى حالة ان لم يكن متوفى دماغيا؟
يمكن للأحياء التبرع باحد الاعضاء المزدوجة في الجسم كالكلى ..أو جزء من العضو كالامعاء أوالكبد حيث يؤخذ حوالي 40-60% من كبد المتبرع وينمو الجزء المأخوذ من الكبد في حوالى 4-6 اسابيع ليعود الى حجمه الطبيعي
ان تحصلتم على متبرعين باعضاء كالقلب والرئة ما نسبة توقعاتك لنجاح هذه العمليات ؟
لنبدأ أولا قبل كل شئ في التوعية وتثقيف المجتمع قبل الحديث عن النسب ..ولكنني واثق أن لدينا من الكفاءات مايجعل من نسبة النجاح لدينا لا تقل عن مثيلاتها في الدول المتقدمة بإذن الله
منذ 2004 الى يومنا هذا هل زاد عدد المتبرعين ام ظل الحال كما هو عليه؟
الوعي بمسألة التبرع قد بدأ يتغير ويتم فهمه والسؤال عنه من قبل الناس مما يدل على زيادة نسبة الوعي بين ابناء المجتمع بمسألة التبرع ولكن لايزال ينقصنا الكثير من الفهم وتوعية المجتمع بمسألة الموت والتبرع بالاعضاء
من الذى يقوم بمهمة اقناع اهل المتوفى دماغيا لتبرع باحد اعضاءه لشخص حى ينتظر النجاة ؟
هناك نظام لهذا الامر حيث يتم تنسيق مقابلة بين اهل المتوفي وبعض الاخصائيين الاجتماعيين والاطباء المؤهلين لهذا الامر ممن لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بزراعة الاعضاء في حجرة خاصة في المستشفيات الرئيسية ويتم تناول الموضوع بكافة جوانبه دون أي ضغوط أو إكراه… ولو وافق جميع الاهل الا فردا واحدا منهم لا يؤخذ من المتوفي أي عضو بل يجب أن يكون الأمر بإجماعهم منعا للخلاف بين الاهل
ما اصعب موقف تعرضتم له بين متبرع او اهله بالاحرى وبين المتقبل للعضو؟
الامر في بدايته كما قلت لك ..فحتى هذه اللحظة لم يتم نقل أي عضو من متوفى الى حي في بلدنا
لن اطيل اكثر سؤالى الاخير
انت كمتخصص هل وافقت ان تتبرع باحد اعضاء وتهبه لغيرك او لا ؟
اترك الجواب لك ولقارئي مدونتك ..فلا أظنهم بعد يخطئونه بعد هذه المقابلة
شكرا لجميع اطباء العاملين بالبرنامج الوطني لزراعة الاعضاء لعملهم الطيب وجعله الله فى ميزان حسناتهم
ملاحظة : لقد طلب منى الدكتور الذى قمت باجراء المقابلة معه عدم ذكر اسمه لاشى انما لحبه ان تكون اعماله خالصة لوجه الله تعالى